
نطلقُ هذا الموقع الإلكتروني “حبّ وحياة” “www.hobwahayat.com” في عيد “الحبل بلا دنس” لأمّنا مريم العذراء في 8 كانون الأوّل 2010، لأنَّ التي اختارها الله لتكون أمّاً لابنه هي الرسولة الأولى التي حملت البشارة في جسدها وفي قلبها؛ فكان أن أسرعت لتحمل فرح البشارةِ بزيارتها إلى نسيبتها أليصابات
مريم، هي إمرأة التواصل الجديد بالبشرى السّارة، حملتْها إلى العالم كلّه، وكانت أوّلَ مرسلة تحمل ابن الله يسوع المسيح مخلّص الإنسان. فغدت المرأة الأولى التي عرفت كيف تقول “نعم” لمخطّط الربّ بكلّ تواضع وثقة، واستحقّت الطوبى كما تقول: “سوف تطوّبني جميع الأجيال”. ونحنُ أولادَها، نسيرُ على خُطاها في حملِ البُشرى وكلمة الحقِّ إلى العالم
يقول القديس البابا يوحنّا بولس الثاني: “تجد الكنيسة في وسائل الاتصال عوناً قويّاً لنشر الإنجيل والقيم الدينيّة، وللتشجيع على الحوار وللمشاركة في العمل المسكونيّ والدينيّ، وللدفاع كذلك عن المبادئ الثابتة الضروريّة لبناء مجتمع يحترم كرامة الشخص البشريّ ويهتمّ بالشأن العامّ. فهي تستعملها بطيبة خاطر لنشر معلومات تخصّها ولتوسيع وسائل التبشير والكرازة والتربية، وتعتبر استعمالها استجابة لوصيّة الرب: “إذهبوا في العالم كلّه وبشّروا الخلق أجمع” (مر 16/15). الرسالة الرسوليّة “التقدّم السريع” الفاتيكان 2005، عدد

الهدف
عندما خلق اللهُ الجنسَ البشريّ، أسّس الزواجَ وأنشأ العائلة. فدعا الرجلَ والمرأة وباركهما لينقلا الحياة ويتعاونان ويكونا جسداً واحداً، ويعيشان في شراكةِ حبٍّ وحياة، برباطٍ من الوحدة لا ينفصم
بما أنَّ العائلة هي خلية المجتمع الأولى، ومستقبل كلّ إنسان يمرُّ عبرها، وبما أنَّ الكنيسة تتكل على بنيانِ العائلة المسيحيّة السليمة بإيمانها وحبّها ومشاركتها في مشروع الله الحياتيّ؛ لهذا أردنا أن نتشاركَ في هذا الموقع الالكتروني عن الزواج والعائلة كجماعةِ “حبّ وحياة” باللغة العربيّة مع كلِّ الذينَ بيحثونَ عن مفاهيمَ وتعاليمَ مسيحيّة واضحة، من أزواجٍ وعائلاتٍ وشبّانٍ وشابّات، وطلاّب جامعات وبحّاثة وأصحاب اختصاص في شؤون الزواج والعائلة، علّنا نلبّي حاجة الناطقين بلغة الضاد حول مفهوم وأهميّة الزواج والعائلة في تربية الإنسان وتطوّره، مستندين في ذلك الى الكتاب المقدسّ وتعليم الكنيسة
إنَّ هدفَنا الأوّل والأسمى هو المساهمة في تمييز مشيئةِ الخالق الذي يُشركُ الإنسانَ في سرِّ المحبّة من خلالِ الزواج والعائلة
كما نسعى إلى
فخَلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورتِهِ، على صورتِهِ خلَقَهُ، ذَكراً وأُنثى خلقَهُم .” تكوين 1/27
لأنَّ العائلةَ معبدُ الحياةِ
لأنَّ العائلةَ المسيحيَّةَ كنيسةٌ منزليّةٌ
لأنَّ العائلةَ هي المربيَّةَ الأولى على الإيمانِ
لأنَّ العائلةَ هي المنشِّئَةُ الأولى على الفضائلِ والقيمِ الإنسانيّةِ
لأنَّ العائلةَ هي الخليَّةُ الأولى والأساسيّةُ للمجتمع وللكنيسة
لأنَّ العائلةَ جماعةُ حبٍّ وحياةٍ
لأنَّ الربَّ الإله َ باركَ الزّواجَ
لأنَّ الزواجَ دربُ الحبِّ ومختَبَرُهُ
لأنَّ الزواجَ أساسُ العائلةِ ومبدأُها
لأنَّ الحبَّ هو الدعوةُ الأساسيّةُ لكلِّ كائنٍ بشريٍّ يولدُ بولادَتِهِ
لأنَّ الحبَّ منفتِحٌ دوماً على الحياةِ
لأنَّ الأولادَ علامةُ الحبِّ الزوجيِّ وثمرتُهُ
لأنَّ الأُبُوَّةَ والأمومةَ هما مشاركةُ اللهِ في الخلقِ
لأنَّ الشركةَ الزوجيَّةَ صورةٌ لحياةِ الثالوثِ
لأنَّ الأولادَ ربيعُ العائلةِ والمجتمعِ
لأنَّ العائلةَ مُرادةٌ من الله
حبّ و حياة
- الحياة
- الحبّ
شفعاء الموقع
حياة البابا يوحنّا بولس الثاني 1920- 2005
وُلدَ كارول جوزف فويتيلا (الّذي أصبح فيما بعد البابا يوحنّا بولس الثاني عند اعتلائه الكرسيّ الرسولِيّ في تشرين الأوّل 1978) في 18 أيّار 1920 في مدينة فادوفيتش الصغيرة الّتي تبعد 50 كلم عن كراكوفيا في بولونيا. هو صغير الأولاد الثلاثة لكارول فويتيلا وإيميلي كاشروسكا. توفّيت والدته سنة 1929. وتوفّي أخوه إدموند الّذي كان طبيبًا سنة 1932، ثم أبوه الّذي كان ضابطًا في الجيش سنة 1941. وكانت أخته أولغا قد توفّيت قبل ولادَتِهِ. اقتبل كارول سرَّ المعموديّة على يد الأب فرنسيس زاك في 20 حزيران 1920 في كنيسة فادوفيتش الرعائيّة، حيث تناول أيضًا القربانة الأولى في سنته التاسعة ونال سرّ التثبيت عند بلوغه الثامنة عشرة. وحين تخرّج من مدرسة مارسن فادوفيتا في فادوفيتش، دخل جامعة جاجلّون (Jagellon) في كراكوفيا عام 1938 و مدرسة التمثيل. لَمّا أغلَقت قوّاتُ الاحتلال النازيّ أبوابَ الجامعة سنة 1939 كان على كارول الشاب أن يعمل في مقلع حجارة (1940-1942) ثمّ في معمل سولفاي الكيميائِيّ ليكسب عيشه ويتجنّب ترحيلَهِ إلى ألمانيا. شعر بدعوتِهِ الكهنوتيّة سنةَ 1942، فبدأ دوراتٍ في إكليريكيّة كراكوفيا، حيث كان رئيس الأساقفة الكاردينال آدم ستيفان سابياها يُعلّم سِرًّا. وكان يُتابع في الوقت نفسه نشاطه الفنّيّ سِرًّا، ضمن “المسرح العاطفيّ”. بعد الحرب العالميّة الثانية ، واصل دراسته في معهد اللاهوت الرئيسيّ في كراكوفيا، إذ أُعيدَ فتحُه ، وكلّيّة اللاهوت في جامعة جاجلّون. سيم كاهنًا بوضع يد المطران سابياها رئيس أساقفة كراكوفيا في تشرين الثاني 1946


القديسة جانّا بيريتا مولاّ 1922-1962
وُلدت جانّا بيريتا مولاّ في ماجِنتا (ميلانو) في 4 تشرين الأوّل سنة 1922. تلقّت منذ صغرها تنشئة مسيحيّة على إيمانٍ عميق من والديها التقيّين. وهكذا اختبرت الحياة كهديّة رائعة من الله ، وكان إيمانها بالعناية الإلهيّة قويًّا كَما كانت مقتنعة جدًّا بضرورة الصلاة وفعاليّتها. كرّسَتْ نفسَها للعِلم خلال السنوات الدراسيّة الثانويّة والجامعيّة وكانت تعيشُ إيمانَها المسيحي من خلال الخدمة الرسوليّة بين شبيبة العمل الكاثوليكيّ والأعمال الخيريّة مع الفقراء والعجزة كعضوٍ في “جمعيّة القدّيس منصور”. بعد حصولِها على شهاداتٍ في الطبّ والجراحة من جامعة بافِيَّا سنة 1949، فتحت عيادة طبيّة في مسيرو (قرب ماجِنتا) سنة 1950. ثُمَّ تخصّصت في طبّ الأطفال في جامعة ميلانو سنة 1952 وبعدها اهتمّت اهتمامًا خاصًّا بالأمّهات والرضّع والمسنّين والفقراء. اتّخَذَت الطبَّ “رسالةً” وتفانت في سبيل رسالتها، من دون حساب، للخدمة المسيحيّة خصوصًا بين “الصغار جدًّا”. أحبّت جانّا عمل الله وكانت تُمجّده في الطبيعة وتشعر بفرحٍ كبيرٍ عندما تتزلّج وتتسلّق الجبال. تزوّجت في 24 أيلول 1955 واجتهدت في القيام بواجباتها كطبيبة وأمّ. وفي سنة 1961، عند حبلِها الرابع، اختبرت جانّا سرَّ الألم، لكنّ هذا لم يمنعْها من الثقة بمشيئة الله والاتّكالِ على عنايتِهِ. بصلاتها وصلاة الآخرين ، تأمّلت بدعوتِها الّتي اعتبرتها هبة من الله. وقد اختارت رسالة الزواج التي عاشتها بحماسة وتفانت كُلِّيًّا لإنشاء عائلة مسيحيّة
القدّيسان لويس مارتان - 1894-1823
وزيلي مارتان - 1831-1877
في التاسِعَ عَشَرَ من تشرينَ الأَوَّلِ 2008، كانَ تطويبُ الزوجينِ لويس وزيلي مارتان، وقد تزامَنَ ذلكَ مع ذكرى مرورِ مئةٍ وخمسينَ عامًا على زواجِهما الّذي حَصَلَ في 12 تَمّوز 1858 في كنيسةِ سيّدةِ ألِنسون، وتحديدًا عندَ منتَصِفِ الليلِ. أَمّا التطويبُ فَكانَ في بازيليك القديسةِ تريزيا في ليزيو- فرنسا، بَعْدَ اجتراحِهما أعجوبَةً قَضَتْ بشفاءِ طِفلٍ إيطاليٍّ يُدْعى Pietro Schiliro ، وهو الآنَ بصحَّةٍ جيّدَةٍ ولهُ مِنَ العُمْرِ سِتُّ سَنواتٍ. في هذه المناسبةِ تحضُرُنا شخصيةُ لويس مارتان وهو شابٌّ ممشوقُ القامَةِ، وسيمُ الطلعَةِ، يَرْغَبُ في أَنْ يُصْبِحَ راهِبًا، لكنَّهُ لَمْيُقْبَلْ في ديرِ القِدّيسِ برنردوسَ لِجَهْلِهِ اللغةَ اللاتينيةَ. وتحضُرُنا بالمقابِلِ شخصيَّةُ الفتاةِ الجذّابةِ زيلي، الّتي هي أيضاً كانَتْ ترغَبُ في أَنْ تُصْبِحَ راهبَةً من راهِباتِ القِدّيسِ منصورِ دي بول مؤسِّسِ راهباتِ المحبَّةِ

لَكِنَّ الأُمَّ الرئيسةَ رفضتها بِلُطْفٍ قائلةً لَها: ” إِنَّ اللهَ لا يَدْعوكِ إلى الحياةِ الرُّهبانيَّةِ”. وشاءَتِ الظّروفُ أن يتلاقى لويس وزيليلأَوَّلِ مرَّةٍ على جِسْرِ سان ليون في مدينةِ ألِنسون. لويس ساعاتي وبائِعُ حُلًى، وزيلي صاحِبَةُ مَشْغَلِ دانتال. ثُمَّ قَرَّرا أَنْ يعيشا معاً تحتَ سَقْفٍ واحِدٍ، وكانتِ ال(نَعَمُ) التي قالَها كُلٌّ منهما في 12 تَمّوز 1858 في كنيسةِ السيّدةِ العذراءِ مريمَ في ألِنسون، بدايةَ رِحْلَةِ القداسةِ والحياة الزوجية والعائليَّةِ. هو مميَّزٌ بالانتباهِ الواعي وحسنِ التدبير، وهي مميَّزةٌ بالديناميكيّةِ واللطافةِ المحبّبَة .رُزِقَ الزوجانِ بتسعَةِ أولادٍ سَبْعِبَناتٍ وصبيّيْنِ، لَكِنْ لمْ يَبْقَ منهم على قيدِ الحياةِ سوى خمسِ بناتٍ دَخَلْنَ الديرَ بأجمَعِهِنَّ حَيْثُ تَكَرَّسْنَ مُحَصَّناتٍ لِخدمةِ الرَّبِّ
للإستفسار أو المزيد من المعلومات
© حب وحياة ٢٠٢١